انصبت الكثير من الأفكار على المجتمعات في مجالات الحياة المختلفة، واستطاعت أن تغير الكثير من الأمور فيها. مجال الفن هو واحد من المجالات التي انهمرت عليه الأفكار الجديدة بغزارة في العقود القليلة الماضية. كما أن عدد من المفاهيم التي تواجدت منذ آلاف السنين حولنا، تمكنت من التوسع والوصول إلى مدى وأفق لم تصل إليه من قبل؛ بفضل عوامل كثيرة. من أهم المصطلحات التي مضى على ظهورها قرون من الزمن، هي: عملية إنتاج المنحوتات. سنتطرق في مقالنا هذا للحديث عن هذا المصطلح. كما سنتحدث عن بعض الفوائد التي استطاع هذا المفهوم تحقيقه لمجتمعاتنا.

أساسيات النحت
تنطوي هذه الكلمة (النحت) في مجملها على القدرة على الخروج بنتيجة واحدة، ألا وهي المجسمات أو المنحوتات. يعد النحت واحد من فروع مجالي الفن والتصميم، وهو من الفروع التي تلاقي إستحسانا ً من الناس، والتي تدخل البهجة على قلوبهم عند ممارستها. يتم إنتاج المنحوتة بإستخدام مواد معينة، وفي بعض الأوقات (لكنها قليلة) يتم إعدادها وتجهيزها بإستخدام عدة مواد. من المواد التي يشيع استخدامها في هذا المجال: الطين، الحجارة، الجص، والزجاج. وهنالك الكثير من المواد الأخرى.

يمكن لمحبي هذا المجال تصنيع وتجسيد الشكل الذي يريدونه، وبالطريقة التي يريدونها. قد يقوم بعضهم بصنع منحوتة لطير، أو إنسان، أو جزء من إنسان (الرأس على سبيل المثال). كما يمكنهم تجسيد المباني وغيرها.

أهم الفوائد التي يحققها هذا المجال
استطاع هذا المجال عبر الزمن تلبية الرغبات والأفكار التي اعترت الحضارات المختلفة. على سبيل المثال: رغب الإغريق القدماء بتجسيد الحيوانات الأسطورية والآلهة المقدسة لديهم، فقاموا بإستعمال المنحوتات لتحقيق ذلك. صحيح أن الأفكار والمفاهيم اختلفت، إلا أن النحت ما زال محافظا ً على مكانته. من أهم الفوائد التي يحققها هذا المجال:

* التعبير عن الأفكار: يستخدم كثير من النحاتين هذا الفن للتعبير عن بعض القضايا الشائكة في المجتمع، أو للتعبير عن الأفكار والهواجس التي تعتريهم. سيجد المطلع على هذا المجال، أو المحب لزيارة المتاحف والبلدان المختلفة وجود عدد كبير من المجسمات التي تروي في طياتها قصة وقضية معينة. من الأمثلة المتميزة: ثمثال الحرية الموجود في الولايات المتحدة الأمريكية.

* تخليد الذكريات: تنبهت الشعوب والحكومات إلى إمكانية استخدام هذا المجال في الإحتفاظ بالذكريات، وإمكانية تخليد ذكرى شخوص معينين من خلاله. لذلك نجد أن هنالك سلسلة من المنحوتات تم إنشاؤها على سبيل المثال لتمثيل نخبة من العلماء، أو الناشطين عبر التاريخ. من أشهر الأمثلة: تمثال العالم الفيزيائي الفذ تسلا الموجود في مسقط رأسه، وتمثال الرئيس الأمريكي الراحل كندي.

* مساعدة مرضى الزهايمر: أشارت الدراسات العلمية الأخيرة إلى أن مرضى الزهايمر يمكنهم الإستفادة من هذا المجال. تحقق الخبراء من صحة هذه النظرية من خلال إجراء الفحوصات لمجموعة من حملة هذا المرض خلال ممارستهم لنشاط إنتاج المنحوتات. أظهرت التجارب التي أجروها أن حالة المرضى يمكن أن تتحسن قليلا ً من خلال هذا النشاط؛ وذلك لقدرته على إدخال البهجة والسعادة، وبث الطمأنينة في نفوسهم. حيث أن الفحوصات التي أجروها أشارت إلى أن المرضى يمرون بحالة من السكينة والسلام الداخلي خلال قيامهم بصنع المنحوتات.