إن الجهود الطبية والعلمية التي تم إجراؤها في السنوات الأخيرة التي أدبرت، نجحت في الكشف عن الكثير من مواطن الجهل التي نعاني منها. من الجدير ذكره أن كثير من هذه المواطن تحمل نتائج شديدة الخطورة على السلامة العقلية لأطفالنا. تم مؤخرا ً إجراء تجارب للكشف عن طبيعة العلاقة التي تربط الأجهزة الإلكترونية بنمو القدرات العقلية للطفل. أشارت وأكدت نتائج هذه الدراسات إلى أن هذه الأجهزة تترك فيض من الآثار السلبية على براعمنا الصغيرة (أي أطفالنا). سنتحدث في مقالنا هذا عن بعض هذه الآثار، وسنتحدث عن عدد الساعات الموصى بها لإستخدام الأجهزة الإلكترونية للطفل خلال فترة النمو.

الآثار السلبية التي يتركها استخدام الجهاز الذكي
يجد كثير من الأهالي أن هنالك بعض من البرامج أو بعض من المسلسلات الكرتونية الغير سلبية. كما يرى هؤلاء الأهالي أنه لا ضير للطفل بعض النظر عن سنه مشاهدتها. كما يجد بعضهم فيها وسيلة لتسلية الطفل، ودفعه للإنشغال بمتابعتها وفي الغالب دفعه إلى التوقف عن البكاء والصراخ المتواصل. ما لا يدركه كثير من أولياء الأمور أن هذه الأجهزة بالغة الخطورة، وما لا يدركونه أن البرامج التي تعرض عليها بغض النظر عن نوعيتها تحمل في طياتها الكثير من المشاكل. كما لا يدرك هؤلاء أنه من المطلوب منهم حماية أطفالهم من خطرها كحرصهم على حمايتهم من أذى الأدوات الحادة؛ وذلك لأن بإستطاعتها تدمير بعض القدرات العقلية التي ينبغي أن تسير في مسار النمو الطبيعي. كما لا يدرك الكثير منا أن الطفل أقل من سن 18 شهر لا يستطيع الإنتفاع من هذه البرامج حتى ولو احتوت على كمية كبيرة من المحتوى التعليمي.

واحدة من المخاطر الكبيرة والشائعة في هذا العصر لهذه الأجهزة، هي: إعاقة تعلم اللغة. يستطيع الطفل في سن النمو تعلم عدد كبير من الكلمات من خلال سماعه للأشخاص المحيطين به، وهي أكثر بكثير من تلك التي يمكن أن يتعلمها عن طريق البرامج التي يتم بثها من خلال التلفاز أو الإنترنت. كما من الأفضل أن يتعلمها من خلال المحيطين به وذلك لأنه يتمكن من ملاحظة تعابير الوجه والإنفعالات عن قرب. أضف على ذلك أن الطفل يمارس دور المتلقي عند مشاهدته لهذه البرامج، ولا يتخلله أي من التفاعل. في حين أنه يستطيع التفاعل مع الأشخاص المحيطين به. كما أن ممارسة دور المتلقي لوقت طويل، سيعمل على تعطيل مدارك الطفل اللغوية وإمكانية التنبه على أمور أخرى.

عدد الساعات التي يمكن للطفل أن يقضيها أمام هذه الشاشات دون أن تترك ندوبها
يوصي الخبراء أن الطفل من سن الثانية إلى سن الخامسة يمكنه استخدام هذه الأجهزة لفترة قصيرة جدا ً. قصر هذه الفترة سيضمن عدم تسبب هذه الأجهزة بأية مشاكل للطفل. هذه الفترة يجب أن لا تتعدى مدتها ساعة واحدة في اليوم، ويجب على حرص أولياء الأمور على اختيار البرامج التعليمية والهادفة لهم.